عرض الأزياء – أسبوع الموضة في مسقط 2011
تصاميم عصرية تجمع بين قفاطين المصممين وفخامة الأزياء العمانية









خلفية ثقافية في أسبوع الموضة بمسقط
شهد أسبوع الموضة في مسقط 2011 حدثًا استثنائيًا في عالم الشرق الأوسط، حيث أقيم على ساحل عمان الساحر، مسلّطًا الضوء على إبداعات المصممين في مجال الأزياء العمانية. من خلال الأقمشة والتصاميم والنقوش، عبّر المصممون عن هويتهم الثقافية بأسلوب يعكس التراث والحداثة معًا. وقد وصفت صحيفة نيويورك تايمز أجواء الحدث بأنها هادئة، متأملة، وغنية بالإرث الثقافي، حيث فضّل المصممون تكريم التقاليد بدلاً من السعي وراء الدراما أو العروض الصاخبة، مع تقديم رؤى جديدة ومبتكرة.
برز المصمم شريكانت بأعماله المميزة، إذ جمع ببراعة بين الابتكار في الطباعة الرقمية والمرجعيات التقليدية، ليقدّم تصاميم معقدة لكنها سهلة الارتداء، تناسب محبّي قفاطين المصممين. جاءت قطعه بألوان زاهية وسط المكان الأبيض المزيّن بالأضواء البنفسجية واللمسات العمانية، لتتناغم مع الخلفية الثقافية للعرض وتعكس روح الأزياء العمانية المعاصرة.


التقاء الفن الإسلامي بالتقنيات الرقمية
استندت هذه المجموعة إلى سرد القصص من خلال النقوش والطباعة، حيث ظهرت العديد من التصاميم الرقمية المستوحاة من فن العمارة الإسلامية وعناصر من الأزياء العمانية. تضمّنت النقوش رموزًا مثل الخنجر التقليدي ويد الحظ (الخميسة)، والتي تجلّت في الفساتين بقصّة مائلة، والقفاطين المصممة بشكل هندسي، والفساتين المستوحاة من أسلوب الثوب. وقد استُخدمت أقمشة خفيفة مثل حرير الهبوتاي والشيفون المجعّد لمنح القطع انسيابية وأناقة.
من أبرز القطع في العرض كان قفطان تميّز بنقش لوحة أم لهاتف بلاك بيري، حيث تم تطريزه يدويًا باللآلئ والكريستالات وأجزاء حقيقية من الدوائر الإلكترونية، ما أضفى عليه طابعًا مبتكرًا وغير متوقع. كما تألقت فستان ساتان آخر بنقش إسلامي كبير يتداخل مع طبعات حيوانية متعددة الطبقات في الداخل، وزُيّن الفستان بلصقات كريستال سواروفسكي التي عكست أضواء منصة العرض بشكل أخّاذ.
نجحت المجموعة في تحقيق توازن بين القصّات المحتشمة والتنفيذ العصري، إذ ظهرت الأكمام الواسعة، والياقات العالية، والأطوال الطويلة التي تكرّم التقاليد، بينما نقلت النقوش والأقمشة التصاميم إلى مستوى معاصر. وتبرز قفاطين المصممين في هذه المجموعة كخيار عصري يواكب ذوق الجمهور العالمي اليوم، مع الحفاظ على جذور الأزياء العمانية الأصيلة.
وفي ختام العرض، سارت العارضات بتناغم تحت القبة البيضاء، ليصبح عمل شريكانت جزءًا من حوار أوسع حول مستقبل الموضة الخليجية وكيفية تطورها مع الحفاظ على هويتها وجذورها.


