أسبوع الموضة في دبي – رحالة العرب: مجموعة ربيع وصيف 2011
أحدث مجموعة من الأزياء العربية والثوب الخليجي المزينة بتطريز فاخر ونقشات ثقافية









رحالة العرب: رحلة عبر التراث والابتكار
قدّم المصمم شريكانت مجموعته لربيع وصيف 2011 بعنوان رحالة العرب ضمن فعاليات أسبوع الموضة في دبي، الذي أقيم في فندق أتلانتس بجزيرة نخلة جميرا. جاءت المجموعة مليئة بالألوان والثقافة والنقوش الإبداعية، حيث استوحيت من التقاليد والفنون والأنماط القادمة من العالم العربي وما بعده. مزجت التصاميم بين عناصر التاريخ وأضفت عليها روحًا عصرية ومنعشة جعلتها جزءًا نابضًا من الأزياء العربية الحديثة. وقد شكّل عرض الأزياء في أتلانتس بدبي الخلفية المثالية لهذا العرض الفخم، فجاء مهيبًا وجميلاً تمامًا مثل الأزياء المعروضة على المنصة.
النقش الثقافي كحكاية بصرية
كل زي في هذه المجموعة قدّم حكاية غنية، تجسّدت ببراعة في النقوش الدقيقة التي زيّنت الأقمشة. استلهم المصمم إبداعه من مصادر متعددة، منها الأنماط الهندسية لفنون العمارة الإسلامية، والأشكال الأنيقة لأجنحة الصقور، والألوان الزاهية للنوافذ الزجاجية الملوّنة في المساجد القديمة. هيمنت على النقوش رموزٌ ثقافية شهيرة مثل يد الحظ «الخميسة» التي ترمز للحماية وجلب الحظ، ما أضفى على كل قطعة قيمة ثقافية واضحة.
واستلهمت بعض التصاميم تفاصيل معقدة من المجوهرات التقليدية، لتبرز مهارة الحرفيين المبدعين، بينما جمعت تصاميم أخرى بين التكنولوجيا الحديثة والفن التقليدي بشكل مفاجئ، من خلال دمج مكونات لوحات الأم الخاصة بهواتف البلاك بيري في النقوش.
تعكس هذه المجموعة جسرًا رائعًا يربط بين ثقافات وعصور مختلفة، وتبرهن كيف يمكن للأزياء أن تمزج بتناغم بين الأسلوب العصري والروح التراثية، محتفية بجمال التنوع ومخلدة التقاليد الخالدة، لتصبح نموذجًا متميزًا يدمج بين الحداثة وجوهر الأزياء العربية الأصيلة.
إعادة ابتكار الأزياء العربية والثوب الخليجي
استوحت العديد من التصاميم في المجموعة أشكال الأزياء العربية التقليدية مثل الأردية الفاخرة والفساتين القفطان، إلا أن شريكانت أضفى عليها روحًا جديدة نابضة بالحياة. فقد جاءت بعض الفساتين مصممة بقصّات مائلة (Bias Cut) بذكاء، أو بأكمام ملتوية بشكل أنيق، أو بخصور مجمعة تمنح القماش انسيابية وانسدالًا ساحرًا.
وقد أظهرت القفاطين تنوّعًا مذهلًا؛ بعضها كان شفافًا وانسيابيًا، فيما تميّز بعضها الآخر برصانة وتنظيم أكبر في القصّات. ورغم التزام التصاميم بروح الحشمة التي تُعرف بها الملابس العربية، إلا أنها حملت معها حيوية وعصرية لافتة، حيث تميز الثوب الخليجي في المجموعة بأكمامه الواسعة وتفاصيله الدقيقة عند الأساور، والتي خطفت الأنظار وأضفت على الإطلالات لمسة فاخرة تؤكد على أصالة وأناقة الثوب الخليجي كجزء مهم من الموضة العربية المعاصرة








التطريز والتفاصيل
كان العمل اليدوي المتقن الذي منح كل قطعة حياةً خاصة أحد أكثر الملامح المذهلة في هذه المجموعة. فقد تميزت العديد من تصاميم الأزياء العربية بياقات ملفتة مصنوعة من اللآلئ اللامعة وكريستالات سواروفسكي البراقة، مما أضفى على القطع فخامة استثنائية. أظهر شريكانت إبداعًا لافتًا حين أدرج أجزاء حقيقية من هواتف البلاك بيري في بعض تصاميمه، مطرزًا إياها ببراعة على الأقمشة ليخلق زخارف غير متوقعة ولكنها ساحرة ولافتة للنظر. وقد وُضعت عناصر الكريستال بعناية لتلتقط الضوء، فتبرز أشكال التصاميم وتعكس رشاقة جناح الصقر أو التعقيدات الرقيقة لنقوش الأزهار. لقد كانت كل قطعة تحفة فنية مبهرة، أكثر من كونها مجرد ملابس.
لوحة الألوان والأقمشة
تألقت المجموعة بلوحة ألوان زاخرة وغنية، شملت الأخضر الزمردي، والذهبي المتلألئ، والأرجواني الملكي، والأزرق الداكن. وقد امتزجت هذه الألوان معًا لتخلق تأثيرات تدرّج لوني مذهلة في بعض تصاميم الفساتين العربية، مما أضفى على كل قطعة عمقًا وغموضًا فاتنًا. كانت الطبقات الدقيقة من النقوش المرسومة بدقة تخطف الأنظار، وتدعو إلى التمعّن واكتشاف التفاصيل أكثر فأكثر.
أتقن شريكانت استخدام مجموعة متنوعة من الأقمشة ليبتكر اختلافات في الملمس والتأثير البصري. أضفت أقمشة حرير التفتا على الفساتين لمسة من الأناقة المنضبطة، ساعدتها على الاحتفاظ بشكلها وانسيابيتها. بينما انساب الشيفون والحرير الكريب بخفة ونعومة، ما جعلهما مثاليين لتصاميم القفاطين المنسدلة والخفيفة. وقد ساهم المزج بين هذه الأقمشة في تعزيز الجاذبية البصرية للمجموعة، وأوجد توازنًا متناغمًا بين النعومة والبنية في جميع قطع الأزياء العربية و الثوب الخليجي.
إبداع خالد
تتجاوز مجموعة “رحالة العرب” للمصمم شريكانت حدود الأسلوب البسيط، لتنسج لوحة غنية بالقيم الثقافية والشخصية والسردية. استلهم المصمم إبداعه من عمق التاريخ، ورهافة التفاصيل الدينية، وجمال الطبيعة، والتطوّرات التكنولوجية، ليُحمّل كل زي في المجموعة بمعنى خاص ومغزى عميق. وقد أظهر شريكانت براعة فائقة في إبراز كيف يمكن لعالم الموضة أن يتبنى رؤى مستقبلية، دون أن يغفل عن تكريم العادات والتقاليد العريقة.
تأسر هذه المجموعة الحواس وتثير نقاشات عميقة من خلال دمج الفن والتصميم والإرث الثقافي في احتفال رائع بالجمال والذكاء والأفكار المبدعة. إنها تؤكد كيف تستطيع الأزياء العربية و الثوب الخليجي أن يجمعا بين التراث والابتكار بأسلوب خالد لا يتأثر بعوامل الزمن.

