أسبوع الموضة في دبي - فيوتشريزم: مجموعة خريف وشتاء 2011
أزياء مطبوعة ثلاثية الأبعاد مبتكرة وأزياء تقنية










سلّطت مجموعة فيوتشريزم من شريكانت في أسبوع الموضة بدبي الضوء على روح الابتكار والتجريب والشكل. لم تكن المجموعة مجرد استعراض بصري، بل كانت دعوة للإلهام. استوحت المجموعة أفكارها من فن الحركة المستقبلية في بدايات القرن العشرين، واستخدمت أدوات رقمية وتقنيات أزياء مطبوعة ثلاثية الأبعاد. جمعت بين السرعة، والطاقة، والطابع الصناعي، مع خامات مطبوعة حديثة وتصاميم مبتكرة في أشكالها.
ابتعدت المجموعة عن المبالغات المسرحية، وركّزت على التفاصيل الدقيقة. ظهرت فيها قطع بُنيت بأسلوب هندسي منظم، وطبعات رقمية مصممة بدقة، وطابع بصري متجانس. كل طبعة في المجموعة كانت تحكي قصة: من شفرات التوربينات، والسفن الفضائية، إلى المصانع المرقطة بعناصر بيكسلية، والعناصر الكونية. ظهر العرض بأسلوب بصري موحّد شمل ليجنز أحادي اللون، وأحذية رمادية مصممة خصيصًا، وماكياج العيون بتدرجات الأحمر والأزرق بأسلوب RGB، ما منح العرض طابعًا بصريًا واضحًا ومنسجمًا.
الطبعات كسرد قصصي: ميكانيكية، فضائية وتجريدية
ركّزت المجموعة على الأزياء المطبوعة ثلاثية الأبعاد، التي لم تُستخدم فقط كزينة سطحية، بل كوسيلة لسرد القصص. تضمّنت العديد من القطع طبعات مستوحاة من التصاميم الميكانيكية والصناعية، مثل صور شفرات توربينات الطائرات، والمحركات، والأسلاك، وأشكال الفتحات المعدنية. ظهرت هذه الطبعات في التونيك الهندسي، ,والقفاطين المطوية، والجمبسوت. لم تكن الطبعات تجريدية لمجرد التجريد، بل كانت لكل منها مرجعية بصرية واضحة.
في أحد تصاميم التونيك، يظهر دوّامة تشبه مروحة العادم تنطلق من مركز الفستان باللونين الأحمر والرمادي. وفي تصميم آخر، تحوّل طباعة داخل غواصة إلى عمل فني؛ حيث تظهر الأنابيب والشبكات والألوان المعدنية الناعمة. توازن الأقمشة الناعمة مثل كريب الحرير، وحرير هابوتاي، والشيفون، بين هذه التفاصيل الميكانيكية المعقدة.
لعبت الصور الكونية أيضًا دورًا ملهمًا. تميزت بعض القطع بمواضيع فضائية، حيث ظهرت طبعات للأجسام الطائرة المجهولة (UFOs)، وملمس الكائنات الفضائية، والنجوم، والمدارات العاكسة. ترافقت هذه التصاميم مع قبعات جريئة مصممة على شكل مركبات فضائية من إبداع المصممة نازغول نِجمى. وكان من أبرز لحظات العرض توزيع نظارات ثلاثية الأبعاد (3D) للجمهور لرؤية تأثير الملابس المطبوعة ثلاثية الأبعاد، حيث أظهرت إحدى الفساتين حركة وتشوهات بصرية لا تُرى إلا من خلال العدسات الملوّنة، في تجربة فريدة لرؤية الأزياء بأسلوب مبتكر.

















فن تنسيق الطبقات: كريستالات سواروفسكي والقصّات المُحكمة وتباين الخامات
بعيدًا عن الطبعات، استكشفت مجموعة فيوتشريزم من شريكانت للأزياء المطبوعة ثلاثية الأبعاد فن الزخرفة والبناء بأسلوب متزن بعيد عن المبالغة. استُخدمت لصاقات كريستالات سواروفسكي بطرق متعددة، وظهرت على ياقة الرقبة، وعلى أحزمة الخصر، بل وحتى داخل الطيات. لم يكن الغرض منها إضفاء الفخامة فحسب، بل عكست الضوء وأضافت بريقًا خفيفًا ينسجم مع أسلوب أزياء تقنية.
تنوّعت القصّات بين الثياب النظيفة الخطوط على غرار الثوب الخليجي، والفساتين القصيرة ذات البنية الحادة. تداخلت القفاطين المصنوعة من الشيفون متعدد الطبقات مع سترات راكب الدراجة (biker jackets) المطبوعة رقميًا والكابات ذات القصّات الهندسية. أضافت الأحزمة المصممة بملمس يشبه حراشف الأسماك إحساسًا جميلًا بالخامة. كثير من القطع تميّزت بجمع الطيّات أو الكسرات بشكل مضبوط لإبراز الشكل النهائي للتصميم.
تميزت بعض القطع، مثل القبعات المستوحاة من الكواكب، وياقات القارب ذات التصميم الهيكلي، بطابع نحتي واضح، لكنها ركّزت على التصميم المدروس بدلًا من كونها استعراضًا مسرحيًا. حتى أكثر الإطلالات تجريبية ظلّت محافظة على منطق يمكن ارتداؤه.
منصة عرض مُنضبطة بتنسيق موحّد
من أبرز نقاط قوة مجموعة فيوتشريزم لخريف 2011 هو الاتساق في أسلوب التنسيق. انسجمت ألوان الأحذية، والبناطيل الليغينغ، والمكياج معًا بشكل متناغم، ما جعل القطع المطبوعة تبرز بقوة. استُخدمت الأحذية الرمادية والبناطيل الليغينغ في معظم الإطلالات تقريبًا.
أما المكياج فجاء باستخدام ألوان الـ RGB الأحمر والأزرق، حيث ظهر ظل أحمر أعلى العين، وظل أزرق أسفلها. وقد أضفى هذا النمط إحساسًا بعالم الشاشات الرقمية، ومعالجة الصور، والأزياء المطبوعة ثلاثية الأبعاد، مما منح المجموعة هويتها الفريدة. أما تسريحات الشعر فجاءت بسيطة وأنيقة، وغالبًا ما كانت تُسحب للخلف أو تُشكّل على هيئة كعكات ناعمة، ليظل التركيز على الملابس والطبعات.
خلف الكواليس، تميّز العرض بتنسيق وحركة دقيقة للغاية. كانت كل إطلالة مُعدة مسبقًا بطبقات مدروسة، ومُنسقة بعناية في التوقيت وطريقة العرض.






الفيوتشريزم من منظور جديد… بدون مبالغة أو صخب
تركز كثير من المجموعات التي تتناول “فيوتشريزم” عادةً على المعادن اللامعة والكروم أو على موضوعات ديستوبية. لكن شريكانت اختار مسارًا مختلفًا. فقد استكشفت مجموعة فيوتشريزم لخريف 2011 جذور الحركة الفنية الأصلية، وركّزت على البيان الأول الذي مجّد الآلات والسرعة والبنية، وربطت هذه الأفكار بتصميم الأقمشة والصور الرقمية.
لم يكن تركيز هذه المجموعة على التنبؤ بالمستقبل بقدر ما كان على كيفية استيعاب الأنظمة البصرية والرموز الصناعية في أزياء اليوم. تناولت كل شيء بدءًا من توربينات الآلات وحتى خوذات الفضاء، وأظهرت كيف يمكن إعادة التفكير في أزياء مطبوعة ثلاثية الأبعاد باستخدام الطبعات، والقصّات، والإكسسوارات.
كذلك، لم تعتمد المجموعة على الضخامة أو الحجم لنقل رسالتها. بل حملت بعض القطع قوة هادئة، مثل فستان الثوب المطبوع بأجنحة صقر عاكسة كالمرآة، أو فستان حريري بطبعات بيكسلية مستوحاة من لوحة الفنان الإيطالي جياكومو بالا، أُعيد تصورها كنمط رقمي يشبه الـ NFT.
طبعات رقمية، تنسيق بسيط، وتفكير عميق في الخامات
سلطت مجموعة فيوتشريزم لخريف 2011 الضوء على جمال الصور الرقمية والموضوعات الصناعية على منصة العرض. وقدمت بيانًا قويًا من دون أن تبدو كأزياء تنكرية. جمعت بين أزياء مطبوعة ثلاثية الأبعاد، وأسلوب أزياء المنتجعات، والحرفية العالية في صناعة الأقمشة. فجاءت النتيجة واضحة ومدروسة وسهلة الارتداء.
اتسم العرض بالنظام والدقة العالية، بدءًا من تجهيزات ما وراء الكواليس وحتى الإطلالات النهائية. لم يكن الغرض التنبؤ بالمستقبل، بل النظر في كيفية امتزاج التكنولوجيا والتصميم في عالم الموضة عبر الطبعات، والبنية، والتفاصيل الدقيقة.












